السبت، 5 أبريل 2008

رجال الدولة وسعاة التفجير والتكفير… والانتخابات

بقلم المحامي عبد الحميد عباس دشتي

رجال الدولة يسعون في مصالح الناس، يخدمون أوطانهم ، يداوون جروح أهلهم وإخوانهم ، دمائهم لا تغلي إلا بالحق ولا يتلفظون الكلم إلا في موضعه ومكانه ووقته .
إن غضبوا وكان في غضبهم شر للبلاد والعباد، كظموه وقمعوه ، وإن وقعت الفتن وسادت الإشاعات وعنف التحريض وعلا صوت المأجورين في الحث عليه بين الجار والجار، والأخ وأخيه، بحثوا بين عن كلمة أو فعل يهدأون به من روع خائف وينشرون بين الناس مشاعر المحبة والوئام، وتحركوا بما فيه الخير للمجتمع، وسعوا فيما يطمئن قلوب القلقين على مستقبلهم، وعلى مستقبل هذه الديرة الخيرة بأهل الخير من أهلها .

ذاك رئيس وزراء الكويت هو من نقصده بتلك الصفات التي ذكرناها سابقا،الذي أطفيء (بقول مسؤول يليق برجل الدولة) النيران التي أشعلها المفتنون ،و بحكمته قلب صفحة الأحداث التي كادت توصل الكويت إلى حيث سبقها آخرون في دول مجاورة ، حيث الفتنة والدماء.

رجل الدولة الحكيم سمو الشيخ ناصر المحمد قلب تلك الصفحة بقول مدروس ، وعقل راجح ، بحث عن المصلحة الكويتية وسعى في تحقيقها . فأخمد الأزمة وكشف الذين إفعلوها على حقيقتهم فابطل سحرهم الأسود الشرير.

وقد رأى سموه بأن تصريحا علنيا له ، سيضع الأمور في نصابها القانوني فيما خص ملف التأبين، فجاءت كلماته بلسما للخائفين على أنفسهم وعلى الكويت، من شر يدبر لها بليل وللأسف ، بعض من يسعى فيه هم من أهلها وأولادها، الذين وإن كانوا أولادا غير أبرار ، إلا أنهم يبقون في الحساب النهائي أولاد هذه الديرة وهذا الشعب.

أهل الفتنة هؤلاء، سقطت كلمات سمو رئيس الوزراء على رؤوسهم مطارق للحق والصدق . فأحترق غيهم بنيران رجل الدولة الشجاع ، الذي أكد بلسان رجل القانون والمسؤول التنفيذي الأول لعدالة القانون في الكويت بأن القائد في المقاومة الإسلامية اللبنانية عماد مغنية لم يكن مدانا من القضاء الكويتي، ولم تحصل الحكومة الكويتية سابقا ولا حاليا على دلائل تكفي لإدانته في موضوع حادثة الخطف الإرهابية و المأساوية لطائرة الجابرية.

قول رئيس الوزراء أخجل بعض سعاة الفتنة فهربوا من الساحة الإعلامية مفضوحين أمام الناس، خجلين من عارهم الذي ساقوه هزات في وسط المجتمع الكويتي، لكي يصلوا إلى حيث يبغون من فتنة وشق للصفوف، لأهداف لا علاقة لها بدماء الشهداء، الذين سقطوا ظلما وعدوانا على يد الإرهابيين في حادثة الجابرية.

لقد شاهدنا جميعا، كيف صمتت الكثير من أصوات الفتنة، إلا واحدا لا زال الأعلى ولا زال يجادل ويناور ويحاور الطرشان. فيرجع صدى صوته أعورا منكرا، لأنه صوت ساعي بريد للشيطان.

ودأب الشيطان لعنه الله كما تعرفون هو فتح أبواب الفتن كلما أغلقتها أيادي الخير.
وحتى لا تخطأوه سأدلكم عليه، فقد خرج علينا في الأيام الماضية نائب سابق ، له عقل راجح في مبادلة إعتراضاته على الرياضة النسائية بمكاسب مادية وتوظيفية وإنتخابية ظلامية (لها علاقة بتوصيف بنات الكويت بأبشع النعوت عبر الإصرار على قانون منع الإختلاط) صاحب العنتريات الطلبانية المدعو (و.ط)
هذا الولد العاق للكويت، الذي يتحفنا منذ أيام غير صامت ، بمجادلات قانونية عن خطف الطائرة وعن تقارير أمنية سرية يقول أنها وصلته بالطرق القانونية وفيها معلومات تؤكد بأن مغنية متهم وفي قوله دليل كذبه إذ أنه ذكر في تصريحه إسم مهندس الطائرة خطأ وذكر موقعه خطأً فجعله مساعد للطيار !

يا سعادة المفتن الداعي إلى مجتمع إنطوائي،هل أنت أعلم بالمعلومات الأمنية والقضائية من سمو رئيس الوزراء ؟
ما هذا التطاول على المقامات العالية ، من قامات الأقزام الساعين بأي ثمن لدمغ أهل الديرة بصفة العداء لبعضهم البعض ؟
لو أن لديك شيء تقوله في مواجهة سياسية وقلته لإحترمنا حقك في المجادلة ، أما وأن تصريح سمو رئيس الوزراء يتعلق بدلائل معلوماتية أمنية قضائية صفتها التثبت من الأمور بإمكانيات الدولة كافة وعلى رأس جهاز الدولة التنفيذي رئيس وزراء، حسم رأيه بناء لمعطيات درسها ومحصها .

فمن أنت لتعرف ما لا يعرفه؟
ولماذا تصر يا نائب التنفيعات والإبتزاز على تكذيب رئيس الوزراء في أمر راح وإنطوى ونسيه الناس ؟

أللهم إلا إن كنت وسواسا خناسا يسعى للفتنة لا لمنعها ، فتسللت إلى صفحات الجرائد بالقول المزيف لتنشره بين الناس وسعيا لماذا ؟ للصلاح ؟ للإصلاح ؟ للخير ؟ أم سعيا لتأجيج الطائفية لأنك نائب التوتر والتنابذ والإبتزاز .

إن أهل الكويت ملوا من مقالاتكم وبياناتكم كما ملوا من أوراق النعي التي كنتم تقرأونها في كل جلسة عامة في مجلس الأمة ، ويا ليت أهل الديرة يعلمون مصلحتهم الوطنية، وينسون التعصبات الدينية الظلامية، فينتخبون على أساس القول الحسن لا على أساس أقوال تلقى على مسامعهم لإثارة غرائزهم القبلية والطائفية . فنرتاح من رؤية لحيتك التي لا تذكرنا بأحد مثلما تذكرنا بطيور الظلام الأفغانية.

في موضع آخر من الكويت الحبيبة، لا زلنا نرى آفات تتكرر في كل مناسبة إنتخابية، وسط مجموعات تشكو الغبن ولا تسعى لرفعه عن نفسها بأكثر الطرق سهولة ، آلا وهي التحصن بالوحدة الوطنية والأهلية .
يا أهل الخير والمحبة من جماعة الشكوى لله بأحوالكم الإنتخابية سابقا، كيف تقعون من جديد في فخ التفسخ والتنابذ والتفرق إلى شيع وجمعيات وفئات لا تظهر الأموال بكثرة في أيديها إلا عند منعطف الإنتخابات؟

لقد مررتم بمحنة أنجاكم الله والأمير ورئيس الحكومة من شرورها، فلماذا تعودون إلى تشتيت فرصكم في التمثيل الصحيح في إنتخابات مجلس الأمة؟

لقد دعوتكم يا أهلي في مقال سابق ، إلى الإيثارو الوحدة، لأنكم مستهدفون.

أنتم في كل فرصة إنتخابات، تشكون من أن اصواتكم لا تتماثل وتمثيلكم، لأنكم تستحقون تمثيلا أكبر ، وها أن الفرصة الذهبية جائتكم عبر الدوائر الخمسة ، التي أعطتكم فرصة لزيادة تمثيلكم في مجلس الأمة القادم بما يتناسب وحجمكم الحقيقي شعبيا، فلماذا سمحتم للمتآمرين لكي يلعبوا بكم ويفرقوا بينكم ؟
لماذا تشتتون أصواتكم بين أشخاص تعرفون قبلي بأن " الحبيب يديرهم ويمولهم لتبقوا ضعافا خفافا الوزن في المجالس التشريعية؟

إن من بينكم من يضع صناديق المال السياسي منذ الآن بتصرف " أزلام رعاع" لا يخافون الله، ويستعدون منذ الآن لشراء الذمم الضعيفة والنفوس الباهتة، وغيرهم من نفس اللون والطعم الباهت والمرّ، يسعون منذ الآن لترشيح من لا أمل له ، ولا قيمة فعلية بين الناس له ، ولكنهم يلعبون على الوتر العائلي، والتوظيفي والمصلحي ، لكي يأخذوا الف صوت هنا " بالخجل " بسبب رابطة العائلة ، وبالمال والغش والتضليل يأخذون الف صوت هناك ، والنتيجة ؟

تفرق أعوادكم وإنهاك من يستحقون الوصول من بينكم إلى مجلس الأمة، فيصل منكم جزء بسيط من أعداد أكبر أنتم قادرون على إيصالها .

لهذا ، وقولا للحق ، أصدقكم القول، إن لم يخرج عقلائكم ووجهائكم إلى ميدان العلن ويسموا الأشياء بأسمائها، ويدلوا على المأجور والمغرور والمفرّق لوحدة الصف بالإسم والعنوان ، فإن ريحكم ستذهب هباء، ولن تنالوا ما تستحقون.
وبعد يوم الإنتخاب، ستندمون ولن تكون حينها ساعة مندم ، لأنه لن يعود شيئ ينفعكم حينها، ولا حتى الندم .