الخميس، 28 فبراير 2008

لا تعيدوا الكويت ساحة للطعن بالشرفاء كما فعل أتباع صدام سابقا !


بقلم المحامي عبد الحميد دشتي

يقول المعترضون على حفل التأبين بأن عماد مغنية هو خاطف الجابرية وقاتل شهيدي الكويت ممن كانوا على متنها . ويقول المعترضون على حفل التأبين أيضا ،بأن عماد مغنية هو المخطط لمحاولة إغتيال سمو الشيخ جابر الأحمد ، أمير الكويت الراحل رحمه الله واسكنه فسيح جنانه .

إن كان مغنية ومن خلفه حزب الله قد أجرما بحق الكويت فلماذا يدعى ممثل عن حزب الله كل ثلاثاء إلى مجلس في السفارة الكويتية في بيروت ؟
ولماذا يتواصل سفرائنا مع ممثلي حزب الله في بيروت ؟

ولماذا تعزي المملكة السعودية على لسان سفيرها في بيروت بقاتل الكويتيين ؟

هؤلاء المتهمين للسيدين عبد الصمد ولاري ، هؤلاء الذين أدانوا عماد مغنية مقتولا على يد الموساد، لماذا لم يحاكموه في ساحات القضاء الكويتي حين كان حيا ؟

لقد راجعت في اليومين الماضيين كل الملفات والوثائق المتعلقة بالقضيتين، ولم أجد كلمة إدانة واحدة موجهة لعماد مغنية ، ليس فقط كلمة إدانة، بل حتى إني لم أجد له ذكرا على الإطلاق، لا في قضية المحاولة الآثمة لإغتيال أميرنا الراحل ، سمو الشيخ جابر الأحمد ولا في قضية خط الطائرة الكويتية الجابرية .

إذا ؟
هل أصبحنا في الكويت نتهم وندين تبعا لإتهامات مخابرات صدام حسين المقبور ؟
الم يقل الكثير من أهل الحل والربط في الكويت بعد التحرير، بان لصدام حسين اليد الطولى في محاولة إغتيال الأمير الراحل رحمه الله ؟

يا أهلنا ويا أعزتنا ، ايها المخلصون من أهل الكويت ، نحترم رأيكم في عماد مغنية ولكن لدي عدة أسئلة .

هل حاكمنا الرجل وحزبه بخصوص القضيتين ؟
هل ثبت عليه وعلى حزبه أي علاقة بالحادثتين ؟

وإستطرادا ؟
هل نحن قبيلة تسعى للإنتقام من كل من يمت بصلة لمن قاموا بتفجيرات في الكويت خلال حرب العراق – إيران ؟ أم دولة قانون نحاكم المذنب وندينه أونبريء من تثبت براءته ؟
وهل حاكمنا مغنية على ما نتهمه به اليوم؟ وهو نفس من قالته لنا عنه وقتها مخابرات صدام حسين التي كانت تعيث في وطننا فسادا في حينها ؟

إن من قتل أسرانا معروف ومن إحتلنا معروف ومن سانده في الجريمتين معروف أيضا فلماذا لا نحاكمهم ؟

لماذا لا ننتقم للألف شهيد كويتي ويزيد ممن ساندوا وشاركوا صدام في قتلهم ؟ عنيت الاردن والسودان واليمن الذين ساندت حكوماتهم صدام في غزوه لنا .

هل مسامحة قتلة الألف كويتي حلال إذا كانوا من أتباع ياسر عرفات وعبدالله بن الحسين ؟ وهل تكريم رجل قتله الموساد إنتقاما منه لهزيمة إسرائيل في حرب يوليو 2006 حرام ؟

السؤال الذي كان مطروحا على من شاركوا في حفل تابين عماد مغنية لم يكن " هل نحن مع خاطفي الجابرية " أم مع شهيدي الكويت البارين ممن سقطوا من بين ركابها ظلما وعدوانا ، بل السؤال كان " هل نحن مع الموساد أم مع اللبنانيين" ؟ الذين فجع أكثر من نصفهم بمقتل مغنية وسار مئات الآلاف منهم في تشييعه .

إن حفل التأبين لشهيد لبناني قتله الموساد الإسرائيلي ، بعيدا عن شخصه ، كان تكريما للشعب اللبناني ووفاء منا لوقوفه في يوم مصابنا بالغزو العراقي الغاشم إلى جانبنا .

نعم إن الكويت كانت ولا زالت وفية وأول الوفاء أن نكرم شهداء يكرمهم ملايين اللبنانيين، ممن وقفوا معنا ، وأحتضنونا في ضائقتنا، وهم ولله الشهادة يحبون الكويت كما يحبون لبنان .

فلماذا نعلن الحرب عليهم عبر إهانة شهيدهم ؟ وإن كان لبعضنا رأي سلبي في الرجل الراحل عماد مغنية ، وإن كان لبعضنا كراهية له لأي سبب كان ، فإن الواجب والوفاء يقتضي أن نحترم من يحبونه ونكرمهم ، وهم من محبي الكويت وأهل الكويت فلمصلحة من نعلن الحرب عليهم ؟
وختاما ، لماذا لم تذكر صحف الكويت ونشراتها الإخبارية ، نبأ إتصال السيد نواف الموسوي ممثل حزب الله بسفيرنا في بيروت مستنكرا التهديد الذي تعرضت له سفارتنا هناك؟
سؤال جوابه فيه كل المعانى والإجابات ، إجابات قد تبرر للتأبين و قد تجعلنا نعرف بوضوح أسباب مسارعة البعض للإدانة .