بسم الله الرحمن الرحيم .
أخوتنا الأحبة في كتلة الوفاء للمقاومة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قرأنا رسالتكم ، التي بعثتم بها إلى السيد جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة في دولة الكويت . ووصلنا العلم وقرأنا ردود بعض الطارئين على الكويت وأهلها، ممن لم يفهموا للأخوة معنً ولا للصداقة مبنً، إلا حين باعوا ذممهم لصدام المقبور ،وسلموه مفاتيح بلدنا فدخلها غازيا ، بعد أن مدحوه قاتلا لشعبه، فأكمل جرائمه بنا، بأن قتل منا الفا من الشهداء الأبرار .
وهاهم الموتورين الحاقدين أنفسهم يبيعون كراماتهم وذممهم اليوم باسم السيادة لأصحاب الحروب الإستباقية ظنا منهم بأن خيرا سيصيبهم من شرار خلق الله .
ايها الأخوة الممثلون لمئات آلاف اللبنانيين في البرلمان اللبناني، إن الكويت رغم صغر حجمها الجغرافي ، كبرت بأهلها وتاريخهم ، فهم أهل الخير والنخوة والبذل والعطاء، وأهل دين وتقوى وصلاح وإيمان . وأول الدين بالنسبة للكويتيين الأصيلين هو نصرة الآخ ظالما كان أو مظلوما .
وأنتم والله أحق الناس بالنصرة ، لما ضحيتم في سبيل الله والعرب والقدس والوطن وفلسطين .
إن كل كويتي شريف أصيل ليرفع يديه بالدعاء مرة للكويت وأهلها ومرة للبنان وبنيه .
نحن يا أخوتي أبناء بلد أعزه الله بأهله ، وحماه الله بالخير الذي عمل له أهل الخير من أهله منذ الأجداد وحتى زمن الآباء والأبناء.
نحن أبناء بلد لا يحكمه أولياء الأمر فيه إلا بالمحبة والعدل والإحسان والقسط بين الناس . تلك كانت شيمة الأولين، وهي إنشاء الله ستكون شيمة الحاكمين بنا في الحاضر والمستقبل ، بفضل دعائنا لهم بالتسديد، وبأن يلهمهم حسن الإستماع للنصيحة الصادقة والمشورة العفيفة . لا يحيد عن ذلك كويتي شريف ولا إبن بلد معطاء شريف كبلدنا .
لهذا يا أخوتي ، ولأننا كذلك ، فقد سعدنا برسالتكم الأخوية المعاتبة بلا ضغينة ،والمملؤة بالعاطفة الأخوية، بلا تدخل ولا تتطاول على كرامات أهل الكويت ، ولا على شهداء أهل الكويت، ولا على تضحيات أهل الكويت .
إن رسالتكم التي أرسلتموها للسيد جاسم الخرافي ، وهوالعزيز في قومه،والشريف في أمره ، لهي رسالة وقعت في قلوبنا موقع القُبلة على جبين الساجد لله في مكان سجوده.
لأنها وضعت في الموضع الصحيح ، طبيعة العلاقة بين شعبين شقيقين هما شعب الكويت وشعب لبنان . إنها كما قلتم ، علاقة أخوية تارخية.
لا يمكن أن ينزغ فيما بين أهلها الشيطان، مهما كان من يقف خلفه كبيرا وجبارا .
نحن وبأسم من يوافقنا على ما نقول من أهل الكويت ، نرفض أي مجرم يلغ بدم الكويتيين، أو يتعرض لكراماتهم. كما نرفض أيا إجرام أو تعرض لدماء اللبنانيين وكراماتهم .
بين العدو الإسرائيلي وبينكم ، لا خيار لنا إلا معكم . فأنتم والله أهل الوعد الصادق والتضحيات الكبيرة ، ونحن ويشهد الله ، أهل الكويت التي ضحت بشهداء كرام في سبيل حريتها من الغزو الغاشم ، والتي ضحت بدماء أعز شبابها في حرب العبور في أكتوبر. فكنا السابقين لكم في الجهاد، وأنتم والله نعم اللاحقين في هزيمة العدو.
نحن أهل الكويت ، كويت الشهيد الشيخ فهد الأحمد ، المجاهد المقاتل فوق تلال العرقوب وجنوب لبنان ضد العدو الإسرائيلي ، نحن أهل الكويت ، كويت الشيخ المرحوم الشيخ جابر الأحمد ، الذي فرح بتحرير أرضكم في العام الفين كما فرح بتحرير أرضنا في العام 1991 .
نحن أهل الكويت ، نقول لكم ، لم ننسى ولن ننسى وقوفكم معنا ضد صدام المقبور ، ولم ننسى ولن ننسى أنكم أهل الوفاء لمن أوفى معكم .
لكل ما سبق ، ولأن بعض مدعي التحدث بأسمنا تفوهوا بكلمات تفرح قلب العدو وتسيء إلى قلب الصديق والأخ الشقيق نقول لكم ، أعذرونا لما قاله السفهاء منا ، فوالله لن تكون الكويت وأهلها الأصيلين ، ولن تكون الديرة بحكامها وشيوخها ورجالاتها وأهلها إلا حضنا لكم في الضيق والحزن والفرح ، كما كنتم لنا أنتم في الشدة والضيق أهل محبة ووفاء .
سلّم الله الكويت، وسلم الله بلدنا الثاني لبنان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته